الجمعة، 9 ديسمبر 2005

معرض الشارقة الدولي للكتاب

من المواسم الفكرية التي أحرص دوما على متابعتها معرض الشارقة الدولي للكتاب، وهو دائما يأتي قبل معرض مسقط الدولي للكتاب، وكل سنة يأتي المعرض بأشياء جديدة قد تكون جيدة وقد تكون سيئة،،
ولكن هذه السنة كان المعرض مختلفا عن سابقه، ففي هذه السنة توجد أربع قاعات كبيرة، السنة الماضية كانت قاعتين فقط،، و في هذه السنة اتبعوا أسلوبا جديدا لتنظيم دور النشر، فقد اعتمدوا في تنظيم على محتوى، بحيث كان هناك قسم للأطفال ، وقسم للكتب الإسلامية و قسم للدور الأجنبية وقسم للهيئات الحكومية والجرائد والمجلات.
طبعا هذا التقسيم لم يعجبني إطلاقا فقد كنت متعودا فيما سبق التنظيم يكون بحسب الدول، بحيث أن دار شعاع -المختصة بكتب التقنية المعلومات- تكون في قسم سوريا، وليس في قسم الكتب الإسلامية حسب التقسيم الحالي، وهذا الأسلوب في التنظيم يفتقد إلى العملية حيث أنه يوجد احتمال كبيرا أن تجد دار نشر تضم تخصصات كثيرة إسلامية - تقنية - فكرية - أطفال مثل مكتبة جرير..
فهذا عيب واضح...
أيضا من الأمور التي لم تعجبني في المعرض خريطته فهي كبيرة بدرجة كبيرة، فإذا أردت أن تتصفحها يجب عليك أن تفرد يديك بالكامل لرؤية كل الدور، من المفروض أن تكون مثل هذه الخرائط صغيرة يعني حجم ورقة متوسطة فقط و من جهتين إذا لزم ذلك، حتى تتسم بالعملية وليس كما هو الحال الآن، كأنك تتصفح كرة الأرضية وليس المعرض!!
أيضا من الأمور الملاحظة في هذه السنة عدم الأهتمام بالإصدارات الجديدة والتشجيع عليها، بمعنى ثاني أن دور النشر لم تقدم الجديد، ولم يفرض عليها يعني الذي رأيته في المعرض السابق ستراه في هذا المعرض بدون زيادة، أو حتى ملاصقة تدل على أنه طبع في عام 2005، وهذه الميزة قد طبقها معرض مسقط في السنة الماضية، فالمشتري عندما يدخل إلى دار النشر يكون لديه تصور واضح عن الجديد في هذه السنة بدل أن يسأل أو حتى يغفل عن هذا الموضوع.
بالإضافة إلى ارتفاع الأسعار،من المفروض في المعارض أن يكون السعر منخفضا عن الأسعار بالخارج ، تصور في بعض الأحيان فضلت أن أشترى الكتاب من خارج المعرض بدلا من داخله بسبب أن سعر المعرض مرتفعا بدرجة غير معقولة، و إدارة المعرض للأسف الشديد لا تهتم بمراقبة دور النشر في هذه الناحية.
مما أعجبني في هذا المعرض إدخال المواد المسموعة من أشرطة دينية ومحاضرات و أناشيد إلى المعرض فالآن يمكنك أن تجد كل ما تريده من المواد المسموعة ومن دور نشر في مكان واحد..
طبعا بعد عرض كل هذه النقاط، تعكر صفو مزاجي فقررت عدم الإكثار من شراء الكتب والاقتصاد حتى يأتي معرض مسقط و تنخفض الأسعار، وخاصة أن الفرق بين العملة واضح في هذا المجال، بحيث تجد أن سعر الكتاب في معرض الشارقة يكون ب20 درهم و في عمان بريالين وهو فرق واضح إذا اشتريت خمسة كتب ستدفع من معرض الشارقة 10.250 ريال،
فقررت شراء ثلاثة كتب فقط، ولكنها غالية الثمن تقريبا:
1-في تخصص تقنية المعلومات اشتريت كتاب Python how to program وهو الكتاب الوحيد الذي وجدته في المعرض بالكامل!! بقيمة 250 درهم بعد المفاوضة الشاقة والسعر المعروض كان 300 درهم، ولو اشتريته من خارج المعرض ستجده أقل من 20 ريال عماني!! ولكنها الحاجة، حيث أني بحثت عن هذا الكتاب منذ فترة ولكن بدون فائدة وعندما رأيته لم أكد أن أصدق..
2- في تخصص المعرفي اشتريت كتاب الموسوعة العلمية المعاصرة من مكتبة لبنان، موسوعة مصغرة من مجلد واحد، ولكن قيمتها 100 درهم، اشتريتها على مضض لأن بيتنا يفتقد إلى مثل هذه الموسوعات العلمية.
3- في التخصص الفكري اشتريت كتاب العرب والغصن الذهبي، وهذا الكتاب هو الأرخص 20 درهم،،
ومن الحوادث المثيرة في المعرض أني ألتقيت بشخص أصله فلسطيني يدعى "محمد سليمان أبو ظريفة" مدرس منذ عام 1982 في الإمارات وحكى لي قصته، بأنه وبعد انقضاء عشرون عاما، انتهى عقد العمل معه وطلبوا منه مغادرة البلاد، ولكن السلطات الإسرائلية رفضت عودته، وبعد نقاشات طويلة مع الجهة المختصة وبعد محاولات يائسة ووفق على تمديد الأقامة لمدة ثلاث سنين، المهم أنه بعد ذلك فكرة بإيجاد حل لهذه المشكلة فهذا حل مؤقت فهو لا يقدر على البقاء هنا ولا العودة إلى فلسطين، فقرر أخذ الجنسية الكندية وبالفعل ذهب إلى هناك وحمل كل المستندات اللازمة وخلال خمسة شهور حصل على الجنسية الكندية، وبعد عرض حالة الصحية وخاصة أن عموده الفقري به عيب، قررت الحكومة الكندية منحه على مرتب 2700 دولار شهريا بالإضافة إلى تمتعه بكافة حقوقة كمواطن كندي، وهذا للأسف لا تجده في الكثير من الدول العربية وهو الآن يعمل في الإمارات ويستلم الراتب من كندا،، فخطرت على بالي أن أحصل على الجنسية الكندية على الأقل لا تدري كيف الظروف تمشي،، وأيضا سأحصل على وظيفة أعلى في بلدي لأني سأكون كندي!!

هناك 4 تعليقات:

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    جميل أن تقام مثل هذه المعارض بين الحين والأخر في دولنا العربية والأجمل أن نزورها و نكتب عنها.
    شكراً لك على هذا العرض المختصر والمفيد , نتمنى أن نشاهد عرض أخر للمعارض القادمة.

    ردحذف
  2. الأخت:Digital Mind
    حياك الله في مدونتي المتواضعة ،، وإن شاء الله سنكتب عن كل معرض يقام عندنا في سلطنةعمان

    ردحذف
  3. مشكور جداً على هذا التقرير الرائع جداً جداً ، والحقيقة سعيت بشدة لزيارة هذا المعرض ولكن ظروف الدراسة والآن بعد قراءتي لتدوينك لا أجد نفسي نادماً كثيراً ...
    أنـا أخشى بإن تمتد هذه السلبيات إلى المعارض القادمة ، وخاصة معرض البحرين ، فالمعرض الفائت كان يعج بالسلبيات ومن ضمنهـا ماذكرت ، بل بعض دور النشر اشتكت من ضياع كتبهـا في الشحن ( تخيل ذلك ) ..
    لكن الأهم في المعارض هو طرح الجديد وإنخفاض السعر ، وإذا غاب ذلك ، فلا أرى ما يدفع للذهاب لأي معرض .

    ردحذف
  4. ماشي صح: حياك الله في مدونتي، وفعلا ينقصنا التقارير حول المعارض المقامة، سنستفيد بحيث نجمع الخلاصات و نتجنب السلبيات ،،،

    بالفعل معرض الشارقة هذه السنة دون المستوى وخاصة في الأسعار و ساحة الجديد في دور المعرض

    ردحذف