السبت، 5 فبراير 2011

السؤال كيف وليس لماذا عندما ننتقد

مضت فترة طويلة منذ أن كتبت آخر مرة في هذه المدونة، لا يوجد عذر غير أني منهمك في مشروعين مهمين لي:
الأول: مشروع المبادرة الوطنية لدعم البرمجيات الحرة في سلطنة عمان حيث أعمل جاهدا لإنجاحه.
الثاني: مشروع أفضل أن أبقيه سرا حتى تكتمل ملامحه وسأتكلم عنه لاحقا.

في الأسبوع الماضي التقيت بأحد أصدقائي الذي فرقتنا أمور الدنيا كثيرا، وطرحنا للنقاش كيف ننتقد الحكومة وكيف آلية اتخاذ القرارات في العديد من المشاريع العامة.
السؤال الذي يطرحه الكثيرون هو لماذا لا تفعل الحكومة هكذا ؟ أو لماذا فعلت هكذا؟ دائما نقدم السؤال لماذا ولا نطرح على أنفسنا كيف نفعل هذا. هناك فرق شاسع بين لماذا وكيف. لماذا هي لانتقاد للغير ، ولكن كيف هي إشراك للذات في صنع القرار. 
الكثير منا ينتقد لماذا هكذا وهكذا ولكن القليل هم من يتحدثون في التخطيط وفي كيفية سير المشاريع، الكثير يتكلمون لماذا النظام الفلاني فاشل، ولكن القليل هم من يتكلمون كيف نصنع نظاما ناجحا.
الحرية في أوروبا لم تأتي من السماء، بل سبقها مفكرون خططوا كيف تكون الديمقراطية وكيف تسير، وبعدها أتى من ينفذ هذه الأحلام ويحولها من الكتب إلى الواقع.
نحن نصيح ونرغي نريد التغير والتغيير مطلب مهم في الحياة، ولكن قلة منا تجلس وتفكر كيف يكون هذا التغيير وما هي خطواته والمجالات التي يجب ننغيرها.
هذه دعوة لكتابة التغييرات وكيفية تحقيقها في الحياة والوطن، اكتبوا خططكم ومقترحاتكم ولا تكتفون بالتذمر والتشكي فهذا لن يقدم شيئا، كونوا منتقدين إيجابيين وليس سلبيين.
في بعض الأحيان، وفي أعمق اجتماعات تنفيذ أحد المشاريع الضخمة يظهر اقتراح من شخص عادي وينفذ على المجال الواسع. هناك أناس جيدون ولكن الخبرة وزحمة الأعمال تمنعهم من إخراج المشاريع بالشكل المطلوب، وبمساهمتك لهم في التحليل والتخطيط تسهم بشكل غير مباشر لإنجاح هذه المشاريع.
نحن نطالب بالديمقراطية ونحلم بها ليلا ونهارا، ولكن ما هي هذه الديمقراطية يا ترى وكيفيتها وآليتها؟ لا أحد لديه هذه الإجابة ولم يقم أحد بتحليليها ومؤامتها مع الواقع.
عليكم بالكتابة الآن فلربما يظهر غدا من ينفذ مقترحاتكم وآراكم ويكون لكم السبق في ذلك، فبدلا أن تلعنوا الظلام اشعلوا الشمعة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق