الأحد، 8 مارس 2015

لماذا فكرة معرض الكتاب الحالية لا تساعد المشهد الثقافي العماني بل تهدمه

كل ما سأسطره من أفكار في هذه المقالة هو عبارة عن ملاحظات واجتهادات شخصية ليست مبنية على دراسات علمية هذا للتنويه وإفساح مجال أكبر لتعليقاتكم.

إنه ومما لا شك فيه، أن معرض الكتاب هو موسم ثقافي يحل زائرا علينا في السنة عشرة أيام فقط، وبالرغم من عزوف المجتمع عن القراءة بشكل ملحوظ فإنه يظل الفعالية الثقافية الوحيدة التي يسمح لجميع الفئات المشاركة فيها.

وإذا أردنا أن نوجز أهم إيجابيات المعرض فإننا نستطيع تلخيصها في ثلاث نقاط وهي توفر  كتب في كل المجالات العلمية والثقافية تقريبا للباحثين تحت سقف واحد، وفرصة للالتقاء بين الكتاب والروائيين و المؤلفين و جمهورهم في حفلات توقيع الكتب والإصدارات الجديدة، وأخيرا يعتبر معرض الكتاب حدثا ثقافيا مميزا يستطيع طلبة المدارس الاحتفال به بأخذ إجازة عن مقاعد الدراسة والاستمتاع بيوم رائع من التجول بين الكتب المتنوعة.

ولكن لماذا أنا ضد فكرة معرض الكتاب بشكلها الحالي؟ إن ما يدفعني لذلك عدة أسباب وهي:

1- فكرة توفر الكتب التي ترغب في اقتناءها لعشرة أيام فقط في العام تدفعك قسرا لشراء الكتب التي تريد قراءتها الآن والكتب التي ترغب بقراءتها بعد فترة من الزمن، بمعنى آخر ستشتري كتب لا ترغب في قراءتها الآن بسبب عدم توفرها في المكتبات المحلية بقية العام.

2- السبب الأول ينتج عنه، تكدس الكتب التي لم تقرأ للعام القادم، وهذا يولد شعورا بالتقصير وتبذير المال في أشياء لا تجلب المنفعة، وهذا ما لاحظته شخصيا عند التعامل زوار المعرض، حيث تسمع الجملة المشهور " الكتب ترس البيت بس ما حد يقرأ "

3- من جهة أخرى، المكتبات المحلية تهجر تماما ولا أحد يذهب إليها لشراء الكتب طوال العام بسبب أن الناس تنتظر معرض الكتاب وخاصة أن أسعار الكتب فيه مخفضة. وهذا يدفع أصحاب المكتبات لعدم الاستثمار فيها بجلب الكتب التي يرغب الناس بها لقلة الطلب عليها.

4- كل الأسباب السابقة، تجعل من معرض الكتاب الفرصة الوحيدة للمؤلفين لتدشين كتبهم وبيعها، لأنه إذا فاتك قطار معرض الكتاب فلا تحلم ببيعه خارج المعرض، وهذا يسبب انحسار كبير في المشهد الثقافي واختزاله في عشرة أيام فقط.

ولكن ما الحل؟
لا يوجد حل سريع للأسف، لأن المشكلة الرئيسية هي أن غالبية الناس لا تقرأ ولا تعترف بأن القراءة بحد ذاتها مفيدة لتطوير قدرات الفرد المستقبلية. وبالرغم من ذلك يمكننا أن نحاكي معارض الكتاب الأوربية بحيث يصبح معرض الكتاب فرصة تبادل ثقافية وتجارية بين دور النشر المحلية والدولية، ومكانا لبيع حقوق النشر والتوزيع للمؤلفين والمبدعين، مع فتح المجال للعامة لمدة يومين فقط لشراء الكتب.

مع التركيز على توفير كل الكتب التي يرغب بها الفرد والمؤسسات في المكتبات المحلية التي يستطيع أي شخص زيارتها طوال العام من دون الاضطرار للانتظار لمدة عام للحصول على الكتاب الذي تريد قراءته الآن.

وبهذه الطريقة، نستطيع تشجيع المشهد الثقافي بكل أركانه المنتج والمتلقي، حيث تنتعش صناعة الكتب والمكتبات طوال العام، و يتخلص المتلقي من هم عدم توفر الكتاب بحيث يشتري الكتاب عندما يريد قراءته فقط لأنه متوفر طوال العام في المكتبات المحلية.

إن هذه رسالة لصناع المشهد الثقافي في البلد من مؤلفين و أصحاب مكتبات و أصحاب القرار، لإعادة النظر في أسباب الضعف الثقافي ومعالجته بنية خالصة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق