بحمد الله أنهيت قراءة كتاب (السنة قبل التدوين) للدكتور محمد عجاج الخطيب، أصل هذا الكتاب رسالة ماجستير من كلية دار العلوم بجامعة القاهرة في عام ١٣٨٢هـ الموافق ١٩٦٢م.
الكتاب جاء لينفد بعض الشبهات حول السنة النبوية حيث " ادَّعى بعضهم أن السُنّة أهملت بعد الرسول - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أكثر من قرنين إلى أنْ جمعها بعض المُصَنِّفين في كتب السُنن في القرن الثالث الهجري، فلم تحفظ كالقرآن الكريم منذ ظهور الإسلام، ولهذا تسرَّبَ إليها الوضع، وأصبح من الصعب تمييز الحديث الصحيح من الموضوع ... !! وادَّعَى بعض المستشرقين أنَّ جانباً من الحديث قد وضعه الفقهاء ليدعموا مذاهبهم الفقهية!!! وادَّعَى آخرون أنَّ السُنَّة كانت أحكاماَ مؤقتة لعصر النبي - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وأصبحت الآن عديمة الجدوى، وتسرَّبت هذه الفكرة إلى بعض البلاد الإسلامية، وأخذت شكلاً منظماً، فظهر في الهند جماعة تنادي بعدم الاحتجاج بالسُنَّة، سَمَّتْ نفسها (أهل القرآن)، وألَّفَتْ كُتُباً ورسائل كثيرة لنشر أفكارها.”
من وجهة نظري أهم مميزات هذا الكتاب غيرة المؤلف على السنة النبوية ودفاعه المستميت عنها، فقد وقف ضد شبهات الزنادقة والمبتدعة والمستشرقين فجزاه الله خيرا.
إلا أنه أيضا لم يخل من بعض السلبيات لعل من أهمها:
١- النظرة المتعصبة ضد المخالفين له في المذهب.
٢- اعتماده لبعض الكتب المعروفة بتعصبها وعدم تحري الدقة العلمية فيها ونقل منها آراء المخالفين له في المذهب.
٣- إيراده لبعض الدفاعات السطحية الهشة ضد من شكك في بعض الأحاديث الموجودة في صحيح البخاري.
وعلى العموم، وبغض النظر عن هذه السلبيات يعتبر هذا الكتاب مرجعا مهما وكتابا قيما وسفرا نافعا في مجاله وأنصح الجميع بقراءته والاستفادة منه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق