الخميس، 23 فبراير 2006

تشارك البرامج العربية

اليوم سأتكلم عن خاطرة، قد تبدو بعيدة في تحقيقها ولكنها ليست مستحيلة لمن أرادها،، ماذا أقصد من عبارة " تشارك البرامج العربية" أقصد بها تكوين مجموعة من البرامج التي تحتاجها المؤسسات الحكومية في الوطن العربي بشكل عام ، وتطويرها بشكل مستقل عن الرسميات التي تعيق العمل دائما..
بعد أن انتقلت إلى العمل في مؤسسة حكومية بمسمى مبرمج، وطلب مني تزويد الجهة التي أعمل بها بالبرامج الحاسوبية التي تسهل عليهم استخدام تقنية المعلومات..
جلست أفكر و أمخر الانترنت طوال وقت الدوام الرسمي لعدة أيام،، ثم خطرت لي فكرة "تشارك البرامج العربية"،،
يعلم كل مبرمج في أي جهة حكومية أو خاصة أو خيرية تستخدم فيها تقنية المعلومات أن هناك برامج لا تخلو منها أي مؤسسة من المؤسسات السابقة وذلك مثل:
1- برنامج الصادر والوارد ، وهو برنامج لتنظيم سير عمليات الرسائل والقرارات بين أقسام المؤسسة وأرشفتها بشكل يسهل الرجوع إليها في أسرع وقت.
2- برنامج شؤون الموظفين ، وهو برنامج لإدارة ومتابعة الموظفين العاملين في المؤسسة من حيث الإجازات و الرواتب و العلاوات وغيرها من الأمور.
3- برنامج النقليات وهو برنامج يصمم لإدارة السيارات التابعة للمؤسسة ومواعيد صيانتها وتكلفتها و ورشات صيانتها
4- برنامج الدعم الفني "help desk" وهو برنامج يقوم بتنظيم عملية الدعم الفني لدى فريق الدعم الفني والمستخدمين، من حيث سرعة توصيل المشكلة وترتيب أوليات المشاكل، و هو يغني المؤسسة عن وجع الهواتف الداخلية، فيكفي للمستخدم أن يرسل مشكلته ليتم حفظها و معالجتها بصورة واضحة، وإعطاء تقارير في نهاية الشهر عن حجم المشاكل المعروضة مع المشاكل التي تم حلها.
5- برنامج اﻷرشفة الالكترونية وهذا البرنامج يقوم بعملية اﻷرشفة الملفات و استخلاص المعلومات منها، ومن أبرز البرامج التجارية في هذا الصدد برنامج Arab dox من شركة صخر..
6- برنامج إدارة المخازن ، وهو برنامج يسهل عملية إدارة المخازن ومتابعتها بشكل دقيق من حيث ورود اﻷجهزة و خروجها و توزيعها للمستخدمين وغيرها من مهام إدارة المخازن.
وغيرها من البرامج التي أتذكرها اﻵن.
البرامج كثيرة و عملية شراء البرامج في المؤسسات الحكومية صعبة للغاية وإذا تم الشراء فتكاليف الصيانة عالية جدا، فمثلا معنا في المؤسسة التي أعمل فيها تم شراء برنامج أراب دوكس من شركة صخر بمبلغ مرتفع جدا 17 ألف ريال عماني مع حدد محدود من المستخدمين 10 فقط، باﻹضافة إلى الكم كبير جدا من المشاكل التي لا تنقطع و الوعود بحلها في اﻹصدارات القادمة، بمعنى شراء الترقيات مرة ثانية.
الوقت يمضى في برمجة برنامج بمستوى ضعيف لضعف وقلة الكادر الفني المتخصص وللجهل المخيم على العقول التي وضعت في اﻹدارة.
كل هذه المشاكل و أنا أبحث عن حل، وأحمد الله على تعرفي على نظام اللينكس وعالم المصادر الحرة التي جعلتني أفكر خارج التيار،، فقلت لماذا لا نستغل المصادر الحرة في توظيف هذه المعارف في المساهمة في رفع كفاءتنا في اﻹنتاج، واستغلال التكنولوجيا في الطريق الذي يسهم في دفع عجلة التقدم لدينا.
يوجد أكثر من 100 ألف مشروع حر، منها التجاري والعملي و الخدمي و الرسومي .. الخ، لماذا إذن لا نوظف هذه المعرفة لصالحنا، هذه نقطة.
والنقطة الثانية كل مؤسسة في الوقت الحاضر تقوم ببرمجة هذه البرامج أو شراءها إذا كانت تقدر ثم تقوم مؤسسة أخرى بنفس المهام و كذلك مؤسسة أخرى وأخرى وكلهن ستجدهن يصرفنا هذا من الميزانة العامة للدولة، وبمعنى أشمل من ميزانيات الشعوب اﻹسلامية.
أنا أدرك تمام اﻹدراك أن هذه الفكرة جنونية تماما، وأن العقول اﻹدارة ترفضها رفضا مطلقا، وتصر على إهدار اﻷموال بأي طريقة ولن تبالي من أين يأتي المال أو يذهب.
ولكن أقول الحكومات ما هي إلا أفراد من الشعب، فإذا صلح الشعب صلحت الحكومة، وإذا لم نفكر في مستقبلنا ومستقبل أمتنا من سيفكر فيه؟
أموال هائلة جدا توضع في مجال تقنية المعلومات ولكن يمكننا بفضل التفكير الحر أن نقللها إلى مستويات متدنية جدا.
لماذا لا نقوم بدراسة والبحث في المصادر الحرة واستخدام البرامج الموجودة وأقلمتها للبيئات التي نعمل فيها ، وإذا لا توجد برامج حرةنقوم ببرمجتها و مشاركتها لغيرنا، وبدل البدء من الصفر في كل مرة ستكون لدينا قاعدة نبني عليها وخاصة مع تشارك الاحتياجات العامة لدى الجميع.
أدرك طبعا أن هذه العملية إذا أريد منها أن تكون رسمية فلن تكون أحسن من حال الجامعة العربية ولكن هنا أطالب المبرمجين والعمل بصورة غير رسمية خارج نطاقات المؤسسات للتشارك وتكون أرضية مشتركة.
وهنا جالت في بالي فكرة تكوين منظمة لديها موقع على الإنترنت تقوم بتسجيل اﻷعضاء و إدراج قوانين تحفظ الجهود المبرمجين في العمل المنجز وغيرها من اﻷمور ..
فما رأيكم ...؟؟

هناك تعليقان (2):

  1. هناك برامج حرة لكل ما ذكرت، بعضها يجمع كل هذه البرامج وبعضها برامج متخصصة في جانب واحد، قد نحتاج إلى برامج مختلفة قليلاً لتتناسب مع احتياجاتنا، هنا أعتقد أن علينا إنشاء قاعدة برمجية تعمل عليها البرامج، بمعنى آخر، المختلف في هذه البرامج هي الواجهة وأسلوب إدخال المعلومات وعرضها، لكن من ناحية الأساس كلها متشابهة تقريباً، لذلك نبني أساساً واحداً وعليه نبني برامج مختلفة.

    النقطة الثانية، من الضروري أن تكون المنظمة لها وجود رسمي على أرض الواقع، التشارك عبر الشبكة عربياً ضعيف والكثير من الناس لا يعرفون استخدام أدوات البرمجة العادية مثل CVS وأنا منهم، نحن بحاجة إلى تعلم الأساسيات في التعاون البرمجي قبل محاولة إنشاء أي منظمة.

    ردحذف
  2. أستاذي : عبدالله
    صحيح أنه يوجد معظم ما ذكرت وليس كل ما ذكرت، لقد بحثت في الإنترنت حتى كلت أصابعي،، ولكن عندما تجد برنامج وخاصة في الأرشفة الألكترونية فلا تبخل علينا ..

    بالنسبة إلى فكرة إنشاء قاعدة واحدة لكل البرامج فهي فكرة مثيرة في ذاتها، ولقد وجدت مثل هذه الأسلوب في البرامج ERP مثل برنامج المفتوح المصدر Tinyerp المبني على لغة بايثون ومكتبة GTK و قاعدة البيانات PostgreSql ، فهو يقدم لك إطار عمل وما عليك إلا أن تخصص احتياجاتك في أقل من عشرين دقيقة،،
    ولكن الذي يعيب هذا البرنامج تعقيده من ناحية ، وافتقاده البساطة والجمالية من الناجية ثانية ، بالإضافة إلى عدم دعم العربية في نظام الويندوز ولم أجربه على اللينكس ، على العموم البرنامج صمم للعمل على عدة منصات ..
    النقطة الثانية : وجود منظمة على أرض الواقع وبشكل رسمي تحتاج إلى اجتماع مجلس دول الخليج و إلى اجتماع خاص من الجامعة العربية ،، هذا هو أبسط رد عندما تكلم احد المسؤليين.

    للأسف مازالنا لم نفقه احترام وفهم البرامج الحرة وما تقدمه لنا من خدمات جليلة، وكل همنا في البرامج المسروقة و المقرصنة و الاحتكارية فقط ...
    ولكن عسى أن يكون الصبح قريبا ...

    " أليس الصبح بقريب"

    ردحذف