الخميس، 11 يناير 2007

2 - الصراع الأبدي … قراءة في جدليات الصراع السياسي بين الصحابة وانقسام المواقف حوله

كتاب الصراع الأبدي
تفاصيل الكتاب:
المؤلف: زكريا بن خليفة المحرمي
الناشر: مكتبة الغبيراء
سنة الطبع: 2006
النوع: غلاف عادي، 376 صفحة
سعر الكتاب: 2 ريال عماني
ملخص الكتاب:


" إن الصراع الأبدي كعنوان للفتن والصراعات التي بدأت في عصر الصحابة التي لم تقتصر على تلك الصراعات وآثارها الآنية في ذلك الزمان، بل تعدتها إلى تجليات صارخة في حياتنا وواقعنا! إن كل ما تعانيه الأمة الإسلامية في حاضرها بل وكل ما عانته في ماضيها ليس إلا امتدادا طوليا للمحنة التي ألمت بالأمة نتيجة الصراع السياسي بين الصحابة.
هذا الكتاب عبارة عن محاولة استكناه ذات أثر لاحق لفتنة الصراع المسلح بين الصحابة، هذا الاستكناه لا يقتصر على السرد التاريخي الصرف للأحداث مع أنه جزء أصيل من أصول الكتاب وفصوله، وإنما يتعدى ذلك إلى تأسيس منهج كلي شمولي متكامل لتوجيه القراءة التاريخية نحو آفاق المعرفة السليمة والمنضبطة بعيدا عن رياح العاطفة وهياج التعصب والطائفية"

هذا هو ثاني الكتب التي قرأتها، لا أدري لماذا تستهويني قراءة الكتب حول الفترة الذهبية الأولى للإسلام، سأقرا المزيد حولها بإذن الله.
هذا الكتاب قد اشتريته السنة الماضية وكان مركون في جانب من الغرفة، لم أتوقع ولم يدر في خلدي أن هذا الكتاب يحوي كل هذه المعلومات الدسمة و الخالية من أي منغصات في الأسلوب العلمي الزين.
الكتاب كما هو واضع من ملخصه أنه يتكلم عن الفترة الأولى بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم واختلاف الصحابة حول الإمامة والشبهات التي ثارت حول كل خليفة من خلفاء الرسول الأربعة،
المثير في الأمر أن المؤلف خرج عن المؤلف في عرض وتتبع الأحداث وطريقة معالجتها ففي بداية الأمر اتبع أسلوب الفلسفة الوضعية من حيث تحديد المصطلحات التي يجب تعريفها بشكل واضح لا لبس فيه ومن ثم استخدامها في السياق المناسب لها، هذا ما اتبعه المحرمي في القسم الأول من الكتاب فبدأ بتعريف القرآن الكريم وكيفية ثبوته ومن ثم عرج على الصحابي وما تعريفه وما عدالته ومن ثم عرف الشورى والبراء والولاية و طريقة ثبوتها من القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة.
وهو في كل هذا يعالج كل قضية من كل الجوانب ومن كل المذاهب أيضا من أهل السنة والجماعة والشيعة و الإباضية .
ثم ابتدأ في القسم الثاني بتتبع سير الخلافة الراشدة ومناقشة كل النقاط المثارة حول كل خليفة بدون استثناء وبدون اعتقاد العصمة لأحد بطريقة موضوعية مع تطبيق مبدأ الشورى والمعارضة في كل مرحلة من المراحل، مما خلق في النهاية صورة واضحة ومقنعة ومنطقية حول ما حدث في تلك الفترة بعيدة كل البعد عن قذف التهم و السباب وغيرها من الترهات التي يرشدنا قرأننا الكريم في اتباعها.
وبعد ذلك تطرق في القسم الثالث والرابع والخامس الصحابة عند أهل المذاهب وبالضبط مذهب أهل السنة والجماعة والشيعة و الإباضية على التتابع.
في كل قسم تابع مدى احترام كل طائفة للصحابة الكرام -رضي الله عنهم- بصراحة اندهشت بمدى موضوعية الكاتب عند كل المذاهب لقد عرض كل الأراء بشفافية عالية بعيدة عن التحيز والتعصب.
لقد عرض حقائق غائبة عن الكثير من الناس وأدعو الجميع إلى قراءتها بعيدة عن التعصب، ومخلصها أن كل الفرق تكلمت في الصحابة الكرام ما بين مغالي وما بين مفرط وما بين معتدل.
دور السلطة الأموي كان واضحا جدا في تشويه سمعة الكثير من الصحابة الكرام وفي عدم استقامة الكثير من المناهج التي اتبعت في كتابة التاريخ والسنة النبوية المطهرة.
ومن الحقائق المثيرة أيضا تغلل الفكر المانوي والصفوي في الشيعة بدرجة عجيبة جدا، مما حدى بالكثير من المؤلفين بتسمية اختراق الشيعة من قبل الفكر الفارسي القديم.
وناقش المؤلف في النهاية مذهب ربما لم يسمع به الكثير من القراء ولكنه موجود وله كتبه ومفكريه ومنظريه، يدعى هذا المذهب بالمذهب الإباضي، ناقش المؤلف تسمية هذا المذهب بهذا المذهب ومن هم مؤسسيه وما هي نظرتهم حول الصحابة الكرام ، ومن ثم عرض قواعد أعتبرها ذهبية في تطبيق تولي المؤمنين والتبرؤ منهم، ينتج عنها الكف عن الفتنة التي وقعت بين الصحابة والدعوة إلى التخلص من تبعيتها والبدء من جديد مثل كل العالم ، وليس توقف التاريخ بسبب حادثة وقعت قبل أربعة عشر قرنا !!
عندما أتفكر في هذه النقطة، انظروا إخواني الأعزاء كيف أننا نجتر الواقع كل يوم بدون القيام بخطوة جريئة لنسيان الماضي والتخطيط للمستقبل و الدول الكافرة تقوم عندها حروب عالمية ومن ثم تتصافي ونحن منذ أكثر من 14 قرنا ولم نستطع حل قضية أعتبرها بسيطة إذا حولنها إلى الجانب السياسي وليس الديني الذي نصر - مع سبق الإصرار - على أن ندخله في كل شيء!!.
المسألة كلها لا تخرج عن أنها مسألة سياسية بين القبائل العربية التي انفتحت الدنيا عليها بالأموال الطائلة والقصور الفخمة!! مع وجود أناس لم يتشربوا من الدين الحنيف بل الكثير منهم ارتد بعد وفاة الرسول!!
فلماذا نصر على إقحام الدين بين هذه المسائل السياسية ومن ثم اجترار الماضي بين كل فترة وأخرى.
الذي مات مات ولن ينفعه إلا ما قدمه من العمل و لن ينفعه بكائنا عليه!!
لماذا نبني حولنا هذه السجون ونصر على البقاء فيها، لماذا لا نتجاوز هذه المرحلة و نراجعها مراجعة المتفحص الناظر للأمور بنظرة واقعية شاملة بعيدة عن التعصب والتحيز لاستخلاص النتائج والعبرة، " تلك أمة قد خلت "
أيها السادة، إن تقدمنا مرهون بوعينا الفكري والحضاري لدور هذه الأمة، ولن نتقدم قيد إنملة إذا جمدنا هذا الفكر في سجون ضيقة قبل 14 قرنا.
=====
الباب مفتوح للنقاش

هناك تعليقان (2):

  1. السلام عليكم ،،،
    في الواقع ... لا وقت لدي لأقرأ هذا الكتاب ... حسب الخطة التي أسير عليها ... هناك الكثير من الكتب التي عليّ أن أقرأها قبل هذا ...


    لكني تذكرت قول الشاعر حول مشاكل وفتن تلك المرحلة ... فأحببت أن أضعها هنا :

    دع ما جرى بين الصحابة في الوغى ‍### بسيوفهم يوم التقى الجمعان
    فقتيلهم منهم وقاتلهم لهم ‍ ### وكلاهما في الحشر مرحومان
    والله يوم الحشر ينزع كل ما ‍### تحوي صدورهم من الأضغان

    لا أدري ما رأي المؤلف بتلك المشكلة وكيف تعامل معها ... لكن هذا برأيي هو الرأي الصحيح والذي أجمع عليه جمهور العلماء ... والله أعلم!

    ردحذف
  2. أخي حسن عبيد ، أشكرك على التعليق على الكتاب،،

    الكتاب عالج هذه النقطة بشكل مفصل ومرتب وعرض جميع أراء العلماء ،، على العموم إذا كنت متحمس للبحث في هذه النقطة فيمكنك قراءة الكتاب والاستفادة منه ...

    وفي النهاية لكل شخص ورأيه

    ردحذف