الاثنين، 26 مارس 2007

قول أم تأبط شرا في ولدها

وفيما يحكى عن امرأة من عقلاء نساء العرب - وإذا كان نساء العرب في الجملة أعقل من رجال العجم، فما ظنك بالمرأة منهم إذا كانت مقدمة فيهم- فررووا جميعا أن أم تأبط شرا قالت:" والله ما ولدته يتنا، ولا سقيته غيلا ، ولا أبته على مأقة :.
فأما اليتن فخروج رجل المولود قبل رأسه، وذلك علامة سوء، ودليل على الفساد.
وأما سقى الغيل، فارتضاع لبن الحبلى، وذلك فساد شديد.
وأما قولها في المأقة، فإن الصبي يبكي بكاء شديدا متعبا موجعا، فإذا كانت اﻷم جاهلة حركته في المهد حركة تورثه الدوار، أو نومته بأن تضرب يدها على جنبه. ومتى نام الصبي وتلك الفزعة أو اللوعة أو المكروه قائم في جوفه، ولم يعلل ببعض ما يلهيه ويضحكه ويسره، حتى يكون نومه على سرور، فيسرى فيه ويعمل في طباعه، ولا يكون نومه على فزع أو غيظ أو غم، فإن ذلك مما يعمل في الفساد.
واﻷم الجاهلة والمرقصة الخرقاء، إذا لم تعرف فرق ما بين هاتين الحالتين، كثر منها ذلك الفساد، وترادف وأعان الثاني اﻷول والثالث الثاني حتى يخرج الصبي مائقا. وفي المثل: " صاحبي مئق وأنا تئق" يضرب هذا المثل للمسافر اﻷحمق الرفيق والزميل، وقد استفرغه الضجر لطول السفر فقلبه ملآن، فأول شيء يكون في ذلك المئق من المكروه لم يحتمله بل يفيض ضجره عليه، لامتلائه من طول ما قاسى من مكروه السفر. ( الحيوان ج1 ص 286-287)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق