الأحد، 26 يوليو 2009

حرب الشوارع وإنفلونزا الخنازير

طالعتنا الصحف المحلية بوفاة 21 شخصا خلال ثلاثة أيام ، وذلك جراء حوادث السير المرورية ، أو ما أطلق عليه " حرب الشوارع " . لقد أصبحت الوفيات معنا مجرد أرقام مطبوعة، لا يهمنا منها إلا التحدث عنها في مجالسنا. واحد وعشرون شخصا ذهبوا خلال ثلاثة أيام !! ومن ماذا ؟ من جراء حرب الشوارع.

نعم لقد أفجعني هذا الرقم ، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على اللامبالاة المعتادة في التصدي للمشكلات العامة، والتي يعرفها كل من يتابع الصحف المحلية.

دعونا الآن نقارن هذه المشكلة مع حجم الدعاية والإعلام حول إنفلونزا الخنازير.

عدد المصابين في كل السلطنة وكما هو منشور رسميا 26 شخصا فقط ، ولم يمت منهم أحد - أتمنى لهم الشفاء العاجل - ولكن بالرغم من ذلك فإن الصحف تطالعنا كل يوم بالتصريحات الرسمية حول التطورات والمستجدات حول هذا المرض الذي أخذ من ساحة الإعلام مساحة ضخمة لا يستحقها.

أريد أن أسألكم كم شخصا توفي من هذا المرض المزعوم في كل العالم؟ حسب الإحصائيات الرسمية لم يتعد الرقم وبشكل مبالغ فيه رقم 300 شخص . هذا في كل العالم الذي يقطنه أربعة مليارات نسمة. ونحن في هذه الجزء الصغير من العالم تجاوز عدد الوفيات هذا الرقم بمراحل فقط من أحد أسباب الموت وهي الحوادث المرورية !

أنا لا أريد أن أقلل من شأن إنفلونزا الخنازير ، وإن كنت أرى شخصيا أنها مجرد مرض عادي من ضمنا قائمة الألوف من الأمراض المنتشرة في هذا العالم، ولكن الذي يثير تعجبي هو حجم الزخم الإعلامي الذي ترافق ظهوره ، وتجاهل المشاكل الحقيقة والتي أصبحت تستنزف موارد البلاد كل يوم.

فكم عائلة فجعت في مقتل أحد أفرادها ، وكم أغلقت بيوتا لوفاة سكانها !! ، وكم ذهبت أموال في تربية و تنشئة أفراد ذهبت حياتهم في لحظات سريعة.

إن عدم التوازن في الطرح الإعلامي و النشرات التوجيهية يؤثر سلبا في ثقافة المجتمع نحو الأخطار الحقيقية التي تهدده ، فكم من أمر تافه نفخ فيه حتى صار يخال وكأنه من كبائر الأمور ، وكم همش أمر جليل حتى صار وكأنه أمر حقير تافه.

الأمر الذي يحيرني دائما ، ويثير علامات استفهام كبيرة فوق رأسي ، هو ما قيمة الدم العماني بالنسبة للمسؤولين في الحكومة ؟؟ هل للدم العماني أو النفس العمانية قيمة إنسانية لدى المسؤولين الحكوميين ؟؟ أم أن الأمر أصبح حسابيا وأن النفس العمانية تساوي 15 ألفا ولا مكان ولا اعتبار لإنسانية الإنسان العماني؟؟

هذا السؤال الذي أترك الإجابة عنه لكل من المسؤولين و الأفراد معا.

هناك تعليق واحد:

  1. موضوعك في الصميم أخي ولكن من المسؤول في رأيك أنت بالنسبة لحوادث المرور؟؟

    الكثير من المسؤولون يتحججوا بطيش السائقين والسرعة الجنونية والتجاوز الغير المسموح وغيرها من هنا وهناك!!

    ولكن لو رجعنا لنقطة مهمة وهي الأماكن التي تحدث فيها الكثير من هذه الحوادث؟؟
    لماذا بالذات نسمع عن الوفيات بصورة يومية في طريق وادي العق وتقاطعات الباطنة ووووو؟؟

    لا أظن ان السائقين لهم الدور اﻷكبر في حدوث ذلك؟ ومن هنا يصبح دور المسؤولين في ايجاد طرق تقلل من هذه الحوادث!!

    اننا على يقين أن مثل هذه الأمور في الأول والأخير قضاء وقدر ولكن كل من يعلم أيضا أن في حالة استبدال تقاطعات طريق الباطنة بدوارات أو جسور ستقل هذه الحوادث (كمثال)!!

    اذكر أن أحد اقارب مسؤول كبير في دولة حدث وأن وافته المنية في احدى هذه التقاطعات بسبب حادث فظيع فما منه الا أن أمر أن يستبدل التقاطع بدوار!

    بادرة جيدة منه!! ولكن الا يستحق بقية مواطني هذا الوطن المعاملة بالمثل أو ألا بد أن يتمنى المواطن الضعيف أن يصاب اقارب مسؤولي الدولة بحوادث مماثلة حتى يتم تحسين الشوارع؟؟

    هناك العديد من التحسينات والتطويرات في البنية التحتية ولكن كل ما نراه في الكثير من الاحيان سوء تخطيط أو على الأقل تقدير سوء تقدير في الأولوية!

    تقبل مروري!

    ردحذف