الأربعاء، 1 يونيو 2011

اليوم العالمي للاتصالات والمعلومات

( هذه مقالة كنت قد كتبتها لجريدة الرؤية بمناسبة يوم العالمي للاتصالات والمعلومات 17 مايو ونشرت في يوم 22 مايوم 2011م ) 
تمر العديد من الأحداث مرور الكرام على الفرد من دون الوعي بأهميتها، وذلك نتيجة للكم الهائل من المعلومات التي وفرتها الاتصالات الحديثة، بحيث غدى الأمر يحتج إلى ترتيب الأحداث على حسب أهميتها، ولكن هناك قاسم مشترك أوصلنا إلى هذه النتيجة ألا وهو الاتصالات، فمن دون الاتصالات والمعلومات التي تنتقل عبرها، لما سمعنا عن الحراك والثورات التي تطوف بالعديد من البلدان والتي ما زالت في تجوالها بعد والتي أسهمت فيه الاتصالات بالدور البارز كمنظم للجماهير المحتجة والرافضة، ولم يعد الأمر محصورا لمتابعة الأخبار بل تعدى إلى مشاركة المعرفة بدءا بالمؤسسات الضخمة والرسمية إلى أبسط فرد في المجتمع يمتلك اتصالا بالانترنت.

مشاركة المعرفة والمعلومات بين الجميع هي الثورة الحقيقة التي أحدثتها الاتصالات الحديثة، واعترافا بالجميل وفرصة لحث البلدان على اللحاق، قررت الأمم المتحدة تخصيص 17 مايو يوما عالميا للاتصالات والمعلومات، يهدف هذا الحدث إلى إذكاء الوعي بالإمكانيات التي من شأن استعمال الإنترنت وغيرها من تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أن يوفرها لشتى المجتمعات والاقتصادات، وبالسبل المؤدية إلى سد الفجوة الرقمية.

والسلطنة كأحد الدول التي تطمح للوصول إلى مراتب عليا بين الدول الجوار، حققت بعض الإنجازات التي سهلت عملية الوصول إلى المعلومة ومشاركتها، فالان توفر شركات الاتصالات باقات للانترنت بحيث يستطيع الجميع الحصول عليها على الرغم من الصعوبات التي تتحدى أفراد القرى النائية والتي لا تتوفر لها خدمات الاتصالات والمعومات بشكل الذي يؤهلهم إلى الوصول إلى المعلومة ومشاركتها مثل أفراد المدن.

وإذا تركنا مشكلة توفر البنية التحتية التي تؤهل جميع أفراد السلطنة للوصول إلى الانترنت، فإن هناك تحدي آخر يظهر ألا وهو التسعيرة، فبينما تسعى الدول المتقدمة إلى توفير حزمات بأحجام ضخمة لأصحاب الهواتف إلا أننا في السلطنة نحتاج إلى تعاون الجهود وتكاتفها بين الهيئات المتخصصة وشركات الاتصالات إلى الوصول إلى تسعيرة يسهل على الجميع اقتناءها.

أيضا من التحديات الكبيرة التي يواجهها قطاع الاتصالات والمعلومات هو الحفاظ على الخصوصية وسرية البيانات، وهي قضية خطيرة لا يدرك عواقبها إلا القلة القليلة من أفراد المجتمع. وأنا هنا لا أتكلم عن المشاكل الأمنية التي تصيب الجهاز عن طريق الفيروسات والبرامج الخبيثة التي تصيب الحاسوب عن طريق الدخول إلى المواقع المشبوه، فالجميع يتفق على خطورتها وضرورة أخذ الحيطة والحذر. بل أتكلم عن حماية الخصوصية أثناء عملية نقل المعلومة ومشاركتها الآخرين، فالمنتديات والمواقع الحوارية تحصل على معلومات تتعلق بخصوصية روادها لا تحتاجها إلا في مراقبتهم وتتبعهم، وهناك مواقع اجتماعية مبنية على عدم الخصوصية إطلاقا فترى الكثيرين يسارعون في وضع بياناتهم الشخصية بشكل مفصل وممل، ولم يقتصر الأمر على بياناتهم وحدهم بل يضعون بيانات كل شخص يعرفونه بالإضافة إلى الصور الشخصية والعائلية بحيث يصبح كل شخص يريد أن يعرف عنك هو البحث عن اسمك في أحد محركات البحث، وهذا الأمر خطير جدا لأنه قد يستغل هذه المعلومات ضدك في الأيام القادمة. فيجب على كل شخص أن ينتبه إلى هذه النقطة وخصوصا الناشطين والحقوقين فاحتمالية استغلال المعلومات الشخصية ضدهم يكون كبيرا، وعلى العموم هناك طرق كثيرة للحفاظ على الخصوصية أثناء مشاركة المعلومات، أولها استخدام الاتصال المشفر في كل وقت، وأهمية ذلك بحيث لا يعطي فرصة لجهة ثالثة أن تعرف نوعية المعلومات المرسلة أو المستقبلة، كذلك من طرق حماية الخصوصية هو استخدام المواقع الاجتماعية بحذر وعدم الانقياد للرغبات الشخصية للمشاركة كل شيء، وعلى كل حال يمكنك أخي القاريء الحصول على المزيد من هذه النصائح عن طريق البحث في الانترنت عن كتيب بعنوان: عدة الأمان دليلك للأمن الإلكتروني، كتبه فريق ممن يتشارك فكرة أهمية حماية الخصوصية وسرية البيانات، وقد ترجم ونشر مجانا للجميع.

وفي يوم الاتصالات والمعلومات يجب أن لا ننسى أهمية البرمجيات الحرة والمفتوحة المصدر لما قدمته وتقدمه من وسائل شتى لتسهيل عملية الاتصالات ومشاركة المعلومات بشكل مفتوح للجميع، فأهميتها قائمة على الفكرة التي انبنت عليها، وهي فكرة مشاركة الجميع المعلومات وعدم احتكارها لفئة معينة، فالبرمجيات الحرة والمفتوحة المصدر تسهم اليوم في كل خدمات الانترنت من توفير بنى تحتية قوية و آمنة، ويجب كل الأطراف المهتمة بالاتصالات والمعلومات تشجيع تبني هذه البرمجيات ونشرها واستخدامها لما فيها من أهمية وفائدة للجميع.

في ختام هذه المقالة، أريد أن أوكد على أن الاتصالات قطعت شوطا لا يستهان به في السلطنة إلا أن هناك المزيد لتقدمه وهناك تحديات أمامها تتعلق بالبنية التحتية و التسعيرة و قضايا الحفاظ على الخصوصية و سرية البيانات، وإذا لم تتكاتف الهيئات المعنية بتطوير الاتصالات مع شركات الاتصالات فإننا سنظل على نفس المستوى الذي نقف عليه اليوم، وهذا سيؤثر بلا شك سلبا على ترتيب السلطنة بين دول الجوار و الدول العالم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق