الثلاثاء، 1 أبريل 2014

كتاب : " كيف تقرأ كتابا " موتيمر آدلر وتشارلز فان دورن


نعود من جديد بعد انقطاع طويل لكتابة ملخصات وآراء حول الكتب التي أقرأها. اليوم سأتكلم عن كتاب كنت قد اشتريته من موقع أمازون منذ فترة طويلة، ولكن لم أحصل على ترجمته إلا بعد أن كدت أن انتهي من قراءته بلغته الأم.
كتاب اليوم هو كيف تقرأ كتابا تأليف أستاذ الفلسفة الأمريكي الدكتور موتيمر آدلر وشاركه في التأليف الدكتور تشارلز فان دورن، صدر الكتاب في طبعته الأولى عام 1940م قبيل الحرب العالمية الثانية ونال شهرة واسعة في أمريكا وترجم إلى عدة لغات، ولكن وبعد ثلاثين سنة وبالتحديد عام 1972م أحس المؤلفان الحاجة إلى إصدار طبعة ثانية تواكب وتحل مشاكل الجديد التي ظهرت في تلك الفترة وخصوصا المشاكل المرتبطة بالقراءة السريعة.  الكتاب ترجم إلى اللغة العربية عام 1995م بواسطة طلال الحمصي ونشر الدار العربية للعلوم ناشرون.

المشكلة التي يعالجها الكتاب:

يقول باسكال قبل ثلاثمئة سنة: " إننا عندما نقرأ بسرعة كبيرة أو ببطء شديد فإننا لا نفهم شيئا " ، فهل دورات القراءة السريعة تساعد على توسيع فهمنا وإدراكنا لما نقرأ؟ وهل نتائجها مثلما يروج لها ؟ ومن جهة أخرى هل بالفعل ليس لها فائدة؟
من ناحية أخرى، تسمع أو تقرأ أن فلانا قرأ  العدد الفلاني من الكتب في السنة الواحدة وأنه عبقري زمانه، فهل العبرة بالكم أم العبرة بالكيف؟ وما الكتب التي بالفعل تفتح لك أفقا جديدا للفهم والاستيعاب؟ وهذا يقودنا إلى تساؤل ما مستويات القراءة؟ فهل مستوى القراءة الذي تعلمناه في المدرسة هو مستوى القراءة للمعلومة أم مستوى القراءة للفهم؟
كل هذه الاسئلة يحاول المؤلفان الإجابة عليها في أربع مئة صفحة مليئة بالمعلومات والتحليل والشرح المبسط.

ملخص بسيط للكتاب:

كما يقول المؤلفان إن تلخيص كتاب من ألف صفحة إلى عشر صفحات أو إلى صفحة واحدة  يدعو إلى الحذر والحيطة لأن القارئ يصبح تحت تصرف صاحب الملخص وفهمه للكتاب بالرغم أن للملخص  فائدة كبيرة للقارئ بما يختصر له من الجهد ووقت. لذا عندما تقرأ هذا التلخيص يجب أن لا تكتفي به ويجب أن تقرأ الكتاب الأصلي.
ملخص الكتاب هو أن يجب أن تتعلم كيف تقرأ بسرعات متعددة بناء على هدفك من القراءة، فهل هدفك للقراءة هو زيادة معلومات أم زيادة الفهم. فبعض الأحيان يجب أن تقرأ بسرعة حتى لا تضيع وقتك وجهدك وهنا تأتي أهمية القراءة السريعة وبعض الأحيان يجب أن تقرأ بتمهل وخصوصا إذا كنت ترغب بزيادة مستوى الفهم والإدراك.
هناك أربع مستويات للقراءة متدرجة من السهولة إلى الصعوبة، فأولها مستوى القراءة الابتدائية وهي ما نتعلمه في المدارس وأغلب الجامعات، ثم مستوى الثاني وهو القراءة التفحصية السريعة وهي عندما نريد أن نحصل على فكرة عامة حول الكتاب في أقصر وقت لنتخذ قرارا معينا وهي فن بحد ذاته بحيث تستطيع أن تلخص فكرة الكتاب وأهم فصوله والأفكار التي يشرحها في وقت لا يتعدى الدقائق المعدودة، ثم يأتي المستوى الثالث من القراءة وهي القراءة التحليلية وهي القراءة الفعالة التي يجب على كل شخص أن يطبقها أثناء قراءته لزيادة الفهم.
القراءة التحليلية تهدف إلى الإجابة على أربعة أسئلة في أي كتاب وهي:
  1.  ماذا يبحث الكتاب بمجمله؟
  2.  ماذا قيل بشكل مفصل؟ وكيف قاله؟
  3.  هل الكتاب صحيح كليا أم جزئيا؟
  4.  ماذا عن الكتاب؟ ما أهميته؟
إذا سألت نفسك هذه الأسئلة وأجبت عليها أثناء القراءة فأنت قارئ جاد وفعال في نفس الوقت، ويضع المؤلفان 15 قاعدة تساعدك في الإجابة على الأسئلة السابقة وهي كالتالي:

أ- المرحلة الأولى : إيجاد ما يبحث الكتاب بمجمله

1- صنّف الكتاب حسب نوع موضوعه.
2- حدد ما يبحث الكتاب بمجمله، بأقصى قدر من الإيجاز.
3- عدد الأجزاء الرئيسية وتسلسلها وعلاقتها وتبين هذه الأجزاء كما فعلت في الكتاب بمجمله.
4- عرف المسألة أو المسائل التي يحاول الكاتب حلها.

ب- المرحلة الثانية: تفسير محتويات الكتاب

5- توصل إلى تفاهم مع الكاتب من خلال تفسير كلماته الرئيسية.
6- التقط افتراضات الكاتب الرئيسية من خلال البحث عن أهم جمله.
7- اعرف مناقشات الكاتب من خلال إيجادها أو بنائها في تسلسل الجمل.
8- حدد ما المسائل التي حلها الكاتب وما المسائل التي لم يحلها، وقرر ما المسائل التي يعرف الكاتب أنه فشل في حلها.

ج- المرحلة الثالثة: نقد الكتاب كواسطة لنقل المعرفة

  أ- قواعد عامة في الاتيكيت الفكري

  9- لا تبدأ في نقد الكاتب حتى تستكمل تبينه من خلال تفسير الكتاب، ولا تقل أنك تتفق أو تختلف أو ترجئ حكمك حتى تستطيع أن تقول "أنك فهمت".
  10- لا تختلف بشكل منازع أو مشاكس.
  11- أثبت أنك تميز الفرق بين المعرفة وبين الرأي الشخصي الصرف من خلال عرض أسباب جيدة لأي حكم نقدي تقوم به.
 

  ب- معايير خاصة لنقاط النقد

  12- أظهر عدم معرفة الكاتب.
  13- أظهر المعرفة المغلوطة للكاتب.
  14- أظهر عدم منطقية الكاتب.
  15- أظهر عدم كمال تحليل الكاتب.
 
  ثم يأتي المستوى الرابع من القراءة والأكثر صعوبة هو القراءة المتزامنة الموجهة لموضوع واحد وهي موجه للباحثين الراغبين في البحث عن مسألة معينة عند عدة كتاب وهناك خمس خطوات لتحقيق هذا المستوى وهي:
  1- أوجد المقاطع  وثيقة الصلة بالموضوع.
  2- ضع جميع الكتاب ضمن مفاهيم وتعابير موحدة.
  3- ضع مجموعة من الافتراضات المحايدة لكل الكتاب، لتلقي الضوء على المشكلة.
  4- حدد المسائل الرئيسية والثانوية من خلال الإجابات المتعارضة للكتاب.
  5- حلل المناقشات من خلال ترتيب الأسئلة والمسائل بطريقة تلقي أكبر قدر من الضوء على الموضوع.

هذا بشكل مختصر أهم محتويات الكتاب بالإضافة إلى عدة فصول مساعدة في كيفية قراءة الكتب التطبيقية والقصص والمسرحيات والتاريخ والعلوم والرياضيات و الفلسفة والعلوم الاجتماعية.

ملاحظات حول الترجمة العربية:

 

بعد أن انتهيت من قراءة الكتاب باللغة الانجليزية، اطلعت على الترجمة العربية، وهي جيدة بشكل عام ومقبولة للقراءة إلا في بعض المواضع التي تتطلب من القارئ أن يكون يقظا بسبب أسلوب الترجمة أو الأخطاء المطبعية أو في بعض الأحيان أماكن الفاصلات.
توجد ملاحظة أخرى حول الترجمة العربية، وهي أنها لا تحوي على الملاحق في الطبعة الأصلية والتي تحوي على كشف بأهم الكتب الجديرة بالقراءة في الثقافة الغربية و ملحق التطبيقات حول مستويات القراءة.

هناك تعليق واحد: