الخميس، 7 فبراير 2008

الأمل...

عند بداية هذا الأسبوع، وفي طريق إلى العاصمة مسقط وقفت لصلاة المغرب، وبشكل مستعجل وبدون انتباه مررت في مكان زلق لم تستطع سيارتي أن تمر منه، وخوفا من فوات صلاة الجماعة، نزلت من السيارة وذهبت للصلاة. لم يدر في بالي حجم المشكلة التي وقعت فيها..
بعد الصلاة أدركت ذلك ، حاولت أن أخرج من ذلك المزلق ولكن دون فائدة، لم أيأس ولكن لم أطلب المساعدة أيضا، وفي أثناء ذلك إذا بشخص يسألني هل وقعت في مشكلة، أجبته قليلا ولكن لا تهتم. هنا حدث تصرفا صرت مشدوها منه، نادى على زملائه أن تعالوا، هنا مشكلة ما، تجمعوا على سيارتي وبدون أن أطلب منهم دفعوها حتى خرجت من المزلق. لم أستوعب الأمر وهم ذهبوا في حال سبيلهم.
لماذا ساعدوني ؟؟ أنا لم أطلب المساعدة ، ولكن كنت بالفعل بحاجة إلى مساعدة. إن روح المبادرة إلى فعل الشيء من دون طلب هي التي بعثت في نفسي الأمل، الأمل بأن الخير ما زال يوجد في قلوب الناس. عندما تبادر بنفسك إلى عمل الشيء من دون انتظار طلب أو ثناء هو عمل جليل ولا يقدر عليه إلا من تحلى بمكارم علية.
من مدونتي المتواضعة ، أسجل شكري لأولئك الشبان على ما بذلوه لي من مساعدة، و أني ممتن لهم أشد الامتنان. هذا أقل ما أقدر أن أقدمه لهم.
بالمقابل، أن يذهب جهدك وتحبط بسبب أنه لم يحضر أحد لما كنت تحب أن تقدمه لهم، فهو ليس بالأمر الهين، ولكن مهما كان، الأمل في نفسي ما زال موجودا، وإنه لن يحط من قدره الذي حصل. ولقد تعلمت من ذلك أشياء كثيرة. و أن الردود في التدوينة السابقة رفعت همتي كثيرا، فجزى الله خيرا لكل من شجعني ، وأعانني الله على رد جميلهم و إحسانهم.
أود أن أبعث رسالة إلى بعض الأشخاص، لا يعرفون جيدا قدر معزتهم عندي، ولكن هي رسالة أسجلها ليقرأها الناس في العلن أن لهم مكانة عظيمة عندي، لا أريد أن أبوح بها لأن لساني لم يستطع أن ينطقها..
إن هذه الدنيا فيها شتى الأنواع من التعاسة و الألم و الحرمان و اللذة والمتعة والسعادة، و الإنسان لم يركب الشر في طبعه بل هو خير بطبعه ، والخير والشر هما ضدان يتصارعان في النفس البشرية، وكل ضد له من الأسباب والمقويات ما يجعله في بعض الأحيان يغلب على الضد الآخر.
ولكن العودة إلى الحق و الصواب مهما كان صعبا ومرا على النفس هي الكفة الرابحة في ميزان الآخرة، و باب الخير مفتوحا لكل من غلبت عليه نفسه في بعض لحظات الضعف الإنساني.
فهل شعاع الأمل موجودا في قلوبنا لنتصافى !!
وهل بذرة الخير في نفوسنا ستنبت شجرة العطاء فيما بيننا. إني كلي أمل ورجاء أن تجد كلماتي طريقها إلي قلبك، لأني متأكد أن قلبك ما زال صافيا نقيا محبا.

هناك 4 تعليقات:

  1. الحمدلله

    (الخير في أمتي إلى قيام الساعة)

    و عندنا خصوصا في الخليج و في الدول العربية عموما الخير في الناس كثير

    و الذي ينقصنا تحريك بذرة الخير فيهم

    إعمل و توكل على بركة الله !

    ردحذف
  2. حمدا لله على سلامتك ولعودتك لأرض مسقط سالماً

    إعلم أخي الفاضل أن من ترك شيئا لله عوضه الله ..

    فأنت لم تهتم بما حل بسيارتك وذلك كله لأمر الصلاة والخوف من فوات صلاة الجماعة .. فقد تركت سيارتك وهرولت إلى الواحد الأحد ..

    فكان الله أن عوضك بأولئك الشبان الأخيار .. ليقولوا لك أننا جند الله بعثنا إليك ..


    قال أبي العتاهية :

    والخير والشر بها أضداد لذا نتاج ولذا نتاج ..

    الخير والشر إذا ما عُدّا بينهما بينٌ بعيد جدا ..


    الانسان تتنازعه قوى مختلفة قد تغلب احداها على الأخرى .. وقد تطغى إن لم تجد نفسا طيبة تتردد بين جنبات قلبكـ ..

    وكلنا هنا نخطئ ولسنا معصومون .. ولكن في المقابل يجب أن نداوي أخطاؤنا بالتوبة والاقرار بعدم العودة .. وإن عدنا فمازال باب التوبة مفتوح .. أسأل الله لنا ولكم التوبة والمغفرة ..


    الأمل موجود والله هو أملنا ..

    ردحذف
  3. أخي AAM
    النعم الخير موجود ، ما زالت الانسانية ، ولا يعدم الخير طالبه،،
    ودائما الانهار تتكون من قطرات ...

    أم أيهم ...
    الأمل موجود مهما احلولكت الظلمة ، فما بعد الشدة إلا الفرج ، وما ضاق شيء إلا اتسع ،، " وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً "

    ردحذف
  4. الامل هو الثقة الكاملة برحمة الله بعباده في السراء والضراء والحمد لله وقد عشت على امل يوم ما ولم الجا الا الله والحمد لله تحقق ما كنت آ مله رغم تعجيز الكتير من الناس لي

    ردحذف