الأربعاء، 16 أبريل 2014

تلخيص كتاب البنى الحكائية في أدب الأطفال العربي الحديث ، تأليف د. موفق رياض مقدادي


في إطار تطلعي إلى توسعة مجال فهمي لأدب الأطفال العربي من أجل تحسين الكتب التي تصدرها مكتبة البطريق حتى تكون أكثر موائمة للطفل العربي، اشتريت عدة كتب تتكلم عن هذا الموضوع من معرض مسقط الدولي للكتاب الفائت، أول هذه الكتب التي أتممت قراءتها كتاب: "البنى الحكائية في أدب الأطفال العربي الحديث " ، تأليف د. موفق رياض مقدادي نشر عالم المعرفة سبتمبر 2012م.
لن أقوم بعمل قراءة تحليلية للكتاب لأنه من وجهة نظري الكتاب لا يمثل رؤية واحدة لمؤلف واحد، ولكنه عبارة عن تجميع قصاصات من عدة كتاب وإعادة ترتيبها في كتاب واحد مع إضافة بعض الجمل الربط حتى يكون النص متناسقا. لذا قررت أن أتعامل معه ككتاب معلومات شامل يقوم بتجميع النصوص من عدة مصادر وجمعها تحت فصل واحد بحيث تكون مشتركة في الهدف التي تناقشه. من هذا المنظور يمكننا استخراج فوائد الكتاب ومكنوناته والاستمتاع بقراءته بشكل متواصل.

إشكالية الكتاب:

المشكلة التي يحاول الكتاب معالجتها  هي دراسة مكونات القصة العربية الموجهة للأطفال، فحين نفكر في بنية القصة يتبادر لنا عدة مكونات من أهمها: الراوي وموقعه من القصة ، ولغة القصة،  وصيغة القصة، وأهداف القصة، والبيئة التي تحدث فيها القصة.
إن دراسة وفهم مكونات القصة بشكل دقيق  يمكن المهتمين من تقييم القصص الموجهة للأطفال على أساس منهجي وتعطي مؤلفي القصص توجيهات علمية وعملية لإخراج قصص مشوقة وذات أهداف تربوية.

مكونات الكتاب

لإيجاد فهم واسع للإشكالية المطروحة، بدأ المؤلف بفصل تعريفي عن نشأة أدب الطفل وتطوره في أوروبا وكيف انتقل إلى العالم العربي  بشكل مبدئي في مصر عن طريق رفاعة الطهطاوي و أحمد شوقي في نهايات القرن التاسع عشر لينتشر بعد ذلك في كل الأقطار العربية وليبلغ أوجه مع تطور تقنيات الطباعة مع بداية الألفية الجديدة.
وليكون أساس البحث دقيقا فإن أدب الأطفال لا يقتصر على القصص فقط بل ينقسم إلى نوعين أساسين: الأول الجانب الشعري والذي يشمل الشعر القصصي والشعر المسرحي، والثاني الجانب النثري والذي يشمل قصص الحيوان وقصص البطولة وقصص الخوارق والحكايات الشعبية والقصص التاريخية و قصص الفكاهة والقصص العلمية.

لنأت الآن على مكونات القصة بالتفصيل:

أولا: اللغة وأساليب التعبير

اللغة مكون أساسي في أي عمل أدبي، لذى ليس من المستغرب أن تكون أول ما يناقشها الباحث، فبدأ بالأفكار وفرق بين الكتابة الإبداعية في أدب الأطفال والتي تعتمد على ابتكار أفكار جديدة ليس مقتبسة من أفكار أخرى وبين الكتابة التوليفية والتي تستقي أفكارها من كتب قديمة أو حديثة وتشمل أيضا الترجمات بكل أنواعها. 
ثم انتقل لمعالجة مستويات اللغة في أدب الأطفال وبين أهمية أن تكون اللغة واضحة  وبسيطة لا تحوي على كلمات صعبة أو أساليب معقدة.  ولمساعدة كتّاب أدب الأطفال للوصول إلى هذا الهدف يجب أن يراعوا  أطوار نمو العقلي والوجداني لدى الأطفال وهي:
1- طور الحسي المحدود بالبيئة من عمر 3 - 5 سنوات حيث أن الطفل في هذه المرحلة يدرك الأشياء الحسية من مثل الحيوانات والنباتات.
2- طور الخيال المنطلق من عمر 5-9 سنوات حيث تكون قوة الإبداع والخيال في أوجها عند الأطفال حيث تظهر الجنيات والعمالقة والأقزام.
3- طور البطولة والمغامرة من عمر 8-12 سنوات حيث يخبو الخيال وتظهر الواقعية ممتزجة بالمشاعر فتحلو قصص المغامرات والشجاعة والعنف والتحريات.
4- طور المراهقة من عمر 12-18 سنوات هي مرحلة الانتقال من الطفولة إلى النضج وعادة تمتزج بالعواطف الجياشة والطموحات العالية.
5- طول المثل العليا  من عمر 18 سنة فما فوق وهي المرحلة الأخيرة في نمو العقلي والوجداني.

ثانيا: الراوي أو قاص الحكاية

دائما ما يوجد راوي لكل قصة وموقعه في الحكاية لا يخرج عن ثلاثة أنماط:
- النمط الأول العارف بكل خبايا القصة، فالراوي يعرف بما يفكر به البطل وأحاسيسه وأفعاله الماضية والمستقبلية وهذا النمط هو الشائع في الأدب لأنه الأسهل في تضمين الأهداف التربوية.
-النمط الثاني الراوي الذي لا يعرف من أحداث القصة إلا ما تعرفه شخصيات القصة.
-النمط الثالث الراوي الذي يعرف أقل من شخصيات القصة وهذا النمط من الصعوبة بمكان أن يحتويه أدب الأطفال.
من ناحية أخرى ينحصر مظهر الراوي في القصة إلى نوعين: الأول خارجي بحيث لا يشارك أحداث القصة وإنما هو مجرد راوي خارجي وهذا النوع هو الشائع في أدب الأطفال والثاني داخلي بحيث يكون الراوي أحد شخصيات القصة نفسها ويشارك بقية الشخصيات في القصة.

ثالثا: الأحوال النفسية للقصة

في هذا الفصل ناقش الباحث مدى أهمية أدب الطفل بالنسبة للأطفال حيث أنها تشبع حاجات الطفل النفسية وأهم هذه الحاجات:
1- الحاجة إلى المعرفة والمعلومة حول العالم المحيط به.
2- الحاجة إلى اكتساب عادات ومهارات الحياة اليومية.
3- الحاجة إلى اكتساب القيم الأخلاقية والدينية.
4- الحاجة إلى غرس أهمية الإنجاز وتقدير قيمة العمل.
5- الحاجة إلى تنمية القدرات الذهنية والفكرية.
6- الحاجة إلى التنفيس عن النزعات المكبوتة وغير الواقعية لدى الأطفال.
7- الحاجة إلى الترفيه واللعب.

رابعا: نمط الحكايات وهيئتها

يلجأ مؤلف أدب الأطفال إلى أسلوبين في تأليف القصة وهما سرد أحداث القصة أو عرض المشهد أو المكان. فعند سرد أحداث القصة يقوم الراوي بذكر أحداث الراوية إما بعد وقوع الحدث وهو الشائع أو سابق للحدث عند الحديث عن التنبؤات والأحلام أو المتزامن مع الحدث أو المتداخل بحيث لا يرتبط بحدث معين.
وأحداث القصة إما تكون متسلسلة بحيث ينتهي حدث ويبدأ غيره وإما أن تكون مضمنة بحيث يشمل حدث ما قصة أخرى مضمنة فيه، وإما تكون متناوبة بحيث تسرد قصتان معا في نفس الوقت بحيث تتناوب أحداث القصتين ضمن سرد الكتاب العام.
من ناحية أخرى هناك ثلاثة أنماط لنقل مادة القصة على لسان شخصيات القصة. الأول النمط المباشر حيث تتكلم شخصيات القصة مباشرة إما عن طريق الحوار أو بضمير المتكلم أو بصيغة الفعل المضارع. الثاني النمط غير المباشر وهو عندما يذكر الراوي أفكار الشخصية وليس كلامه، الثالث النمط اللامباشر الحر وهو عندما يمتزج صوت الراوي بصوت نطق الشخصية.
نأتي الآن إلى الأسلوب الثاني وهو العرض ولعل أهم أداة في هذا الأسلوب هو الوصف، فعادة تبدأ القصص بوصف المكان أو الشخصيات أو الزمان حتى يستطيع القارئ الاندماج في القصة.

خامسا: البيئة القصصية

لكل قصة مكان وزمن معينان، ومكان القصة إما أن يكون خيالي وإما أن يكون حقيقي على حسب الهدف من القصة ومرحلة نمو الطفل العقلي والوجداني، أما زمن القصة فهو إما زمن العجائبي وهو ما يظهر في قصص العجائبية وإما زمن واقعي من مثل ما يدور في قصص التاريخية أو ما يدور حول الزمن النفسي للشخصيات.

بهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية الكتاب، وكزيادة للفائدة ألحق الباحث سرد بأهم المبدعين والباحثين في مجال أدب الأطفال العرب، وسأذكرهم هنا للفائدة:

المبدعون في كتابة أدب الأطفال:

1- الشاعر أحمد شوقي
2- كامل كيلاني
3- الشاعر سليمان العيسى
4- عبدالتواب يوسف
5- زكريا تامر
6- الشاعر علال الفاسي
7- الشاعر علي الصقلي

الباحثون والنقاد في أدب الطفل العربي


1- أحمد نجيب
2- علي الحديدي
3- هادي نعمان الهيتي
4- عبدالرزاق جعفر
5- أحمد زلط

هناك تعليقان (2):