الجمعة، 14 سبتمبر 2018

التعامل مع المكونات الثقافية أثناء ترجمة أدب الطفل ٢



كنت قد تحدثت سابقا عن كيفية التعامل مع الشخصيات غير المحببة في ثقافة المترجم إليهم، وكيف يمكننا تغييرها بشخصيات أكثر ألفة وقربة للمجتمع الهدف.

اليوم سنتكلم عن مكون آخر وهو ترجمة شعر الأطفال، شعر الأطفال في النص المصدر إما أن يكون أصيلا (أي أن المؤلف هو من كتبه) أو أن يكون شعرا مشهورا في ثقافة المؤلف.
لن أتكلم عن الحالة الأولى لأنه يجب أن تترجم المعاني والأبنية (على حسب الطاقة) لكن سأركز على الحالة الثانية، فإذا ما كان شعر الأطفال مشهورا في ثقافة الأصل، فليس من الحكمة نقله وترجمته إلى لغة الهدف، وأنا أفضل أن أجد بديلا عنه يساوي في تأثيره مع الأصل.

المثال التطبيقي، الذي أعرضه لكم اليوم، هو ترجمة الأشعار الشعبية المتعلقة بالخنزير في الثقافة الإنجليزية،في قصة ”The Tale of Pigling Bland”  وهذا مثال عليها:

This Little Piggy
 
This little piggy went to market,
This little piggy stayed home,
This little piggy had roast beef,
This little piggy had none,
And this little piggy cried "wee wee wee" all the way home
وهذا مثال آخر:

Tom, Tom, the Piper's Son
 
Tom, he was a piper's son,
He learnt to play when he was young,
And all the tune that he could play
Was 'over the hills and far away'

لقد كنت حولت شخصية الخنزير إلى شخصية الحمل، فما العمل في مثل هذه الأغاني؟ فمحتواها لا يتوافق مع الثقافة الإسلامية، ولا يتوافق مع الشخصية الجديدة.
حاولت أن أبحث في يوتيوب  عن الأغاني الأطفال الشهيرة في الوطن العربي، لكن معظمها مكتوب ويغني بالعامية، والقصة بكاملها مكتوبة بالفصحى؟ فباءت هذه المحاولة بالفشل.
ثم حاولت البحث عن شعر الأطفال العربي، لكني لم أعرف غير شاعرين، أحمد شوقي، وسليمان العيسى.
فقضيت عدة ساعات أقلب أشعار أحمد شوقي، لكني لم أجد ضالتي فمعظمها جاءت بأسلوب القصة وتحمل نصائح، وهذا لا يتوافق مع القصة التي أترجمها.
ثم جاءني الفرج، مع شاعر الأطفال الكبير سليمان العيسى، لقد أنتج ديوانين للأطفال، ”ديوان الأطفال“ و ”أراجيح تغنى للأطفال“. ولحسن الحظ وجدت عدة قصائد عن الحملان تناسب قصتي تماما، وهي: ”الخروف الأسود“ و ”الحمل الذكي“ و ”الحمل الصغير“.

 

وهذا مقتطف من قصيدة الحمل الذكي:
”أنا الحمل الذكي أنا
أحب الوثب والمرحا
أحس الأرض لي وطنا
أغني،أنشر الفرحا“

فشكرا لشاعر الأطفال سليمان العيسى.

هناك 3 تعليقات:

  1. هو أستاذ انا احس انه ترجمة الاشعار يكون فيها خيانه دائما للنص المصدر لانه خلال عملية الترجمة يفقد النص الشعري جماليته في لغته الاصلية لكن اذا كان المترجم شاعرا متمكن يمكن ان ينتج ترجمة تكون بجمالية النص الشعري الاصلية ولا تكون غريبة ف اللغة المترجم لها

    ردحذف
    الردود
    1. نعم ترجمة الشعر أمر لا يقدر عليه إلا المترجمون الشعراء. لكن ما لا يدرك كله لا يترك كله.

      حذف
  2. Wonderful, Mr Fahid.Today I was experimenting the translation of poetry with my students and we discussed the role of compensation by amplification or by restructuring lexical items in reflecting poetic style. Your example of Sulaiman alEisa is well contextualized!

    ردحذف