الأحد، 28 يناير 2007

6 - رحلة في بلاد الزنوج ( ثمانية أشهر في إفريقيا الغربية 1929)

رحلة في بلاد الزنوج ( ثمانية أشهر في إفريقيا الغربية 1929)
تأليف: عبدالله حشيمة
تاريخ النشر:2006
عدد الصفحات:525
الناشر: دار السويدي للنشر والتوزيع

وعدنا من جديد إلى عالم الرحلات، وهذه المرة نعود إلى عام 1929م حيث قام صحفي لبناني يدعى عبدالله حشيمة بجولة في أنحاء إفريقيا الغربية (نيجيريا - سنغال - مالي - غانا - سيراليون ) وكانت مقسمة إلى المستعمرات الفرنسية والانجليزية بشكل إساسي.
الهدف من الرحلة ككل هي تقصي أحوال المهاجرين اللبنانيين والسورين في تلك الأصقاع العميقة، وأحوالهم مع المستعمرين وأبناء البلاد الأصليين.
الكتاب في القسم الأول أعطى ملخص جميل حول جغرافية وتاريخ أفريقيا بشكل عام، حتى يمهد للقراء رحلته إلى تلك الديار.
ولكن للأسف كان الجدير بمحرر الكتاب: محسن خالد، أن يعطينا مقدمة حول تلك السنوات الماضية وما هي الظروف التي مر بها العالم ككل حتى تفهم البيئة الكتاب الجغرافية والتاريخية وكذلك يقدم لنا ولو بشيء بسيط عن شخصية الكاتب عبدالله حشيمة.
الكتاب ككل شيق بمحتوياته و فصول الرحلة التي امتدت إلى ثمانية أشهر.
يجب علينا أن نتذكر أن تلك السنوات كانت كل البلدان النامية تحت الاستعمار ولكن هناك فرق من استعمار إلى آخرففي تلك البلدان كان هناك قطارات و سيارات وبواخر جيدة بالنظر إلى تلك السنوات. وذلك بخلاف ما كانت عليه بلداننا العربية حتى كانت تغوص في أعماق الجهل والخرافات.
من خلال تلك الرحلة نستشف أن المؤلف لا يعتنى كثيرا بالأخلاق الإسلامية و أدب الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى في تلك الديار وهذا ما أحزنني كثيرا، صحيح أن ليس كل اللبنانيين والسوريين مسلمين ولكن هذا لا يمنع عدم الدعوة والتجارة معا في تلك الأصقاع فهم مسلمون قبل كل شيء.
و الكتاب يصدق أقوال المستعمرين في كل شيء ولا يميز ولا يفرق بين الثورات التي تهدف إلى الحرية وبين غيرها التي تهدف إلى استعباد الناس و استذلالهم.
والكاتب أيضا تستشف في رحله كلها كان الهدف منها هي معرفة مكامن الاقتصادية في تلك الأصقاع وكيفية استغلالها مع من كان. فالهدف هو الربح والعودة إلى الوطن بالثروة.
وفي نهاية كلامي تعتبر هذه الرحلة توثيقا حيا للهجرة السورية واللبنانية إلى تلك الأصقاع البعيدة، جديرة بالبحث والتحقيق.
ولكن في النهاية هل بقي أحد من تلك الثلة المهاجرة إلى الأن في تلك البلدان ؟ أرجو أن أجد كتابا آخر يتكلم عنهم وعن أوضاعهم الاقتصاية والاجتماعية هناك..

هناك تعليقان (2):