اسم السلسلة: الفكر الإسلامي في بلاد المغرب دراسة مقارنة
المؤلف: د/ المبروك المنصوري
الناشر: الدار المتوسطية للنشر
قد أكون متحيزا قليلا عندما أتحدث عن بعض العلماء الذين درست تحت أيديهم إلا أن الدكتور المنصوري يمتلك سعة أفق وطول باع في العلم ودقة ملاحظة يمتاز بها عن الكثيرين، وربما إتقانه لعدة لغات أجنبية وسعة اطلاعه على ما كتب فيها حول الإسلام والفكر الإسلامي أكسبه تلك السمات الفريدة.
في هذا المشروع الضخم درس المبروك المنصوري الفكر الإسلامي في بلاد المغرب منذ التشكل والانتشار إلى السيادة وانتهاء بالاستمرار، وما يميز هذا العمل أنه دراسة مقارنة غير إقصائية لكل المذاهب التي وجدت في البيئة المغربية وهي: المالكية والظاهرية والإباضية والإسماعيلية والمعتزلة.
حيث وضع المبروك المنصوري منهجا ينص عليه بقوله: "سندرس كل المقالات العقدية الإسلامية عند كل الفرق والمذاهب دون تهميش أو إقصاء أو إصدار أحكام معيارية معتمدين منهجا مقارنيا علميا يستوعب كل ما أنتجه أسلافنا ويحافظ على مسافة فاصلة بين الباحث ومادة البحث، فلا ينخرط في الجدل الذي انخرط فيه أسلافنا في أيامهم، ولا ينزاح إلى إصدار الأحكام عليهم."
وخرج الدكتور المنصوري بنتائج مهمة كثيرة من دراسته للفكر الإسلامي في المغرب، أقتطف منها:
- لا توجد مقالة أصل أو حق وما سواها ضلالا وبهتانا لأن كل مقالة ليست سوى إجابة من بين إجابات أخرى ممكنة.
- الفكر الإسلامي الحي في بلاد المغرب هو جماع كل المقالات المذهبية في جدلها وتحاورها وتصارعها.
- وظفت كثير من مكونات الصلاة توظيفا رمزيا ليتمايز كل مذهب عن غيره
- هذه المكونات ما هي إلا اختيار ممكن من جملة اختيارات أخرى تستقي كلها مشروعيتها ومستنداتها من مدونة القرن الأول المنفتحة المتشابكة.
- أعمق المقالات العقدية وأكثرها تأصيلا في بلاد المغرب هي المقالة الإباضية والمقالة الظاهرية
- هدفنا اليوم هو تفهم الاختلافات المذهبية عبر دراستها دراسة مقارنية وتنزيلها في سياقاتها التاريخية التي تشكلت فيها، لا سحبها على الواقع الراهن.
أنصح بهذه السلسلة لكل مهتم بدراسة الفكر الإسلامي